القاهرة

في افتتاح قمة الاتحاد الافريقى الـ 14 بأديس بابا

مبارك يطالب دول إفريقيا بتوفير خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات


جانب من افتتاح القمة اليوم بأديس أبابا أديس بابا

 

أكد الرئيس حسنى مبارك أهمية مواصلة التحرك على مستوى قارة افريقيا فى مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، من أجل وضع الأليات المؤسسية المناسبة لربط نقاط التبادل الوطنية والإقليمية للشبكة المعلوماتية الدولية داخل أفريقيا، بهدف تخفيض التعريفات وتوفير خدمة عالية الجودة.

وقال الرئيس مبارك - فى كلمته الى الدورة العادية الـ14 لمؤتمر الاتحاد الافريقى حول "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى أفريقيا : تحديات وآفاق التنمية " التى ألقاها نيابة عنه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري - والتي أكد فيها إن مصر تواصل تنفيذ عدد من المبادرات والمشروعات المختلفة لتعزيز التكامل الإقليمى الأفريقى فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وتسهم مصر فى نقل خبراتها للأشقاء الأفارقة فى عدد من المجالات كحماية التراث، وإنشاء القرى التكنولوجية والتى تشكل طفرة كبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات.

وأكد الرئيس مبارك الحاجة الماسة إلى تفعيل دور الشركاء الدوليين فى الإرتقاء بمنظومة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى أفريقيا ، مشيرا إلى التعهدات المعلنة من الجمعية الدولية لمشغلى المحمول والبنك الدولى ومفوضية الإتحاد الأوروبى، وهى تعهدات والتزامات يتعين علينا متابعة الوفاء بها والإضافة إليها.

وأضاف "إننا نتطلع لأن تخرج قمتنا اليوم بنتائج محددة وعملية لإعطاء قطاع المعلومات وتكنولوجيا الإتصالات دفعة قوية إلى الأمام ولتأكيد الإلتزام بإتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز مجتمع المعلومات فى القارة الأفريقية".

ووجه مبارك الشكر للرئيس الليبي معمر القذافي قائلا: "أسجل بالتقدير أن إختيار تكنولوجيا المعلومات والإتصالات موضوعا للدورة الحالية لمؤتمر الإتحاد الأفريقى إنما يعكس رؤية ثاقبة لأهمية هذه القضية كمدخل أساسى لإقامة (الإقتصاد القائم على المعرفة) وتحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية والبشرية فى القارة الأفريقية. وغنى عن البيان أهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى تقريب المسافات واختصار الأزمنة وتحقيق التقارب والإندماج قاريا وإقليميا، وهو ما يضع على كاهلنا جميعا مسئولية كبرى لتطوير هذا القطاع كأداة فعالة لتسريع الإندماج القارى وتجاوز فجوة المعرفة والتكنولوجيا التى تفصلنا عن دول العالم المتقدم فيما بات معروفا بظاهرة "الإنقسام الرقمى".

وقال "لقد حققنا فى أفريقيا تقدما طيبا فى ذلك المجال فزاد عدد اشتراكات الهاتف المحمول من 140 مليونا الى 430 مليون مشترك خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وبلغ عدد مستخدمى الإنترنت الأفارقة 67 مليونا يمثلون 6.7% من السكان وفقا لآخر إحصائيات عام 2009.

وأضاف "فلازلنا فى قارتنا الأفريقية دون المعدلات العالمية لخطوط الهاتف المحمول والثابت وانتشار شبكة الإنترنت التى يبلغ عدد مستخدميها على المستوى الدولي 1.67 مليار يمثلون 24.7% من سكان العالم . كما لايزال إسهام قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى الناتج المحلى لدولنا دون طموحاتنا هذا فضلا عن استمرار ارتفاع تكلفة الربط بين الدول الأفريقية نتيجة ضعف الإستثمار فى أفريقيا فى مشروعات البنية التحتية مثل الكوابل البحرية والشبكات الأرضية."

وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية إن الرئيس مبارك طالب رؤساء الدول والحكومات بالعمل لتنفيذها بأعلى معدلات السرعة والكفاءة، وهو ما يقتضى توفير الموارد الوطنية اللازمة وإعطاء الأولوية لتطوير بنية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى ضوء العائد الكبير للاستثمار فى هذا القطاع الحيوى على فرص التنمية والتشغيل ببلادنا.

 

وأكد الرئيس أن مصر تعمل على أهمية مواصلة التحرك على مستوى القارة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، من أجل وضع الأليات المؤسسية المناسبة لربط نقاط التبادل الوطنية والإقليمية للشبكة المعلوماتية الدولية داخل أفريقيا، بهدف تخفيض التعريفات وتوفير خدمة عالية الجودة.

وأشار مبارك إلى "أن إهتمامنا فى مصر بقطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات هو إهتمام حيوى ومتواصل تمثل فى إدراج هذا القطاع ضمن الإستراتيجية الوطنية للتنمية، وقيام مصر منذ 10 أعوام بوضع "الخطة القومية لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات" بهدف تعظيم دور هذا القطاع فى خدمة الأهداف التنموية، وهى خبرة نضعها تحت تصرف أشقائنا الأفارقة من منطلق إلتزامنا الثابت تجاه القارة.

وتتجه مصر اليوم إلى التركيز على تعزيز البحث والتطوير فى تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بمختلف قطاعات الإقتصاد القومى خاصة البحث العلمى، حيث تم إنشاء عدد من مراكز التميز المتخصصة فى البحث والتطوير لتوفير بيئة علمية تساعد على تطوير المجتمع بكافة قطاعات الإنتاج والخدمات.

لقد أدركت مصر منذ سنوات عدة أهمية التفاعل مع الدول الأفريقية الشقيقة من أجل دفع التعاون فى مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات على المستوى الأفريقى، حيث أعدت خطة العمل التى تقدمت بها الدول الأفريقية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات التى إنعقدت فى تونس الشقيقة عام 2005، كما إستضافت مصر فعاليات الدورتين العاديتين الأولى والثانية لمؤتمر وزراء تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بالإتحاد الأفريقى، هذا فضلا عن إستضافة مصر لفعاليات معرض ومؤتمر "آى تى يو تيليكوم افريقيا" مرتين على التوالى عامى 2004 و2008.

وفى ذات الإطار، أشاد الرئيس بأننا فى مصر نواصل تنفيذ عدد من المبادرات والمشروعات المختلفة لتعزيز التكامل الإقليمى الأفريقى فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وتسهم مصر فى نقل خبراتها للأشقاء الأفارقة فى عدد من المجالات كحماية التراث وإنشاء القرى التكنولوجية والتى تشكل طفرة كبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات.

وتابع مبارك: "كما تقدمت مصر بمشروع برنامج التدريب الأفريقى لإعداد القادة من أجل التنمية فى إطار "خطة العمل الإقليمية الأفريقية لاقتصاد المعرفة " والذى تم إختياره كأحد مشروعات الخطة ذات الأولوية خلال قمة شرم الشيخ فى يوليو 2008.

وأوضح "أن الحكومة المصرية تؤكد كامل إستعدادها لنقل الخبرة التى إكتسبتها فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات الى الأشقاء الأفارقة فى مجالات التوقيع الإلكترونى وتنمية القدرات البشرية، وتعلمون أننا نظمنا فى مصر بالفعل على مدار السنوات الماضية عددا من البرامج التدريبية شارك فيها العديد من المتدربين الأفارقة، ومازلنا ملتزمين بتقديم هذه البرامج التدريبية سنويا لأبناء القارة.

وفى ذات السياق قال مبارك :"فإننى أؤكد الحاجة الماسة الى تفعيل دور الشركاء الدوليين فى الإرتقاء بمنظومة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى أفريقيا، وأشير هنا الى التعهدات المعلنة من الجمعية الدولية لمشغلى المحمول والبنك الدولى ومفوضية الإتحاد الأوروبى ،وهى تعهدات والتزامات يتعين علينا متابعة الوفاء بها والإضافة إليها."

وذكر أن من أبرز المجالات التى يمكن لنا تطوير مستوى التنسيق الأفريقى إزاءها المعايير الدولية لتصنيف جاذبية قطاع الإتصالات، حيث ينحو العالم المتقدم الى تطبيق معاييير إسترشادية لاتلائم واقعنا الأفريقى الحالى، بالإضافة الى أهمية مواصلتنا السعى لتوفير معاملة تفضيلية لدولنا فى استيراد تكنولوجيا المعلومات والإتصالات.

وقال "إننا نتطلع لأن تخرج قمتنا اليوم بنتائج محددة وعملية لإعطاء قطاع المعلومات وتكنولوجيا الإتصالات دفعة قوية إلى الأمام ولتأكيد الإلتزام بإتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز مجتمع المعلومات فى القارة الأفريقية."

وألمح إلى النتائج التي تدعم جهودنا لإرساء إطار قارى متماسك لقطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات يشجع الدول الأعضاء على تطوير سياسات شاملة للتنمية السريعة للبنية التحتية لهذا القطاع الهام، ويتصدى لمشكلة التكلفة المرتفعة للاتصالات فى الوقت الراهن.

وقال ان هناك نتائج تساند تحركنا لتضييق الفجوة الرقمية بين أفريقيا والعالم من ناحية، وبين الدول الأفريقية وبعضها البعض من ناحية أخرى.