القاهرة

(ايتيدا) تناقش أزمة مراكز الاتصال

وتقرر تشكيل مجموعة عمل لإدارة الأزمات ومساعدة الشركات


رئيس ايتيدا ورئيس جهاز تنظيم الاتصالات بمصر فى لقاء مع ممثلى الشركات

)

عقد المهندس ياسر القاضي الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" اجتماعا مع الشركات المحلية والعالمية العاملة في مجال تقديم خدمات التعهيد ناقش فيه كيفية مواجهة التحديات التي تواجه القطاع وتوفير المقترحات والأفكار والحلول التي تعمل على ضمان استمرار الأعمال لهذه الشركات وتجنب حدوث مثل هذه التحديات في المستقبل بما يضمن استمرار هذه الشركات في معدلات النمو والتشغيل. كما أعلن المهندس ياسر القاضي تشكيل مجموعة عمل لمعالجة الأزمات لمواجهة أية طوارئ فيما يتصل بعمل الشركات.

وقامت الهيئة بمتابعة الشركات من خلال استطلاع للرأي خلال أحداث الثورة التي مرت بها البلاد خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير وحتى الأسبوع الأول من شهر فبراير للتعرف على تأثير هذه الأحداث على أداء هذه الشركات. وفي إطار هذه المتابعة، قامت الهيئة بتشكيل مجموعة عمل للاتصال بمسئولي الشركات للتعرف على موقفها وخدماتها أثناء الأحداث والتحديات التي تعرضت لها  أثناء هذه الفترة.

وأكدت نتائج استطلاع رأى الشركات على سلامة كافة العاملين بها وعدم تعرضهم لأي أذى، ولكنها في نفس الوقت أفادت بعدم قدرة العديد منهم الوصول إلى مقار عملهم نتيجة لحظر التجوال المطبق.

وأجمعت كل الشركات على سلامة مقارها وعدم تعرضها إلى أي أعمال  تخريب.  وأكدت بعض الشركات أن الأحداث أثرت على عوائدها المالية نتيجة لانخفاض زمن التشغيل بنسب مختلفة بسبب انقطاع الانترنت، كما أن بعض الشركات قد توقفت تماما عن تقديم الخدمات من مركزها في مصر وحولت الأعمال المتعاقد على تنفيذها إلى مراكز إقليمية أخرى طبقا للتطبيقات واللغات المستخدمة في كل مركز كأحد الآثار المباشرة لقطع الإنترنت والاتصالات وتطبيق حظر التجول.

وأعلن المهندس ياسر القاضي تشكيل مجموعة عمل للأزمات برئاسة الهيئة وبعضوية أعضاء من  وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات و الشركة المصرية للاتصالات وممثلين من جهات السيادية وممثلي الشركات تتولى إدارة الأزمات المشابهة طبقا لطبيعة كل أزمة، و إقامة غرفة عمليات بها وسائل اتصال تبادلية يتم استخدامها في حالات الطوارئ. كما أكد أنه تم الاتفاق مع الشركات على إنشاء وسيلة اتصال تبادلية بالإنترنت يتم تشغيلها لضمان عدم تعرض أعمال الشركات للتوقف تحت أي ظرف من الظروف.

ومن ناحية أخرى وبالرغم من فترة التحول السياسي التي تشهدها مصر وحالة التذبذب في الاقتصاد المصري في الأيام القليلة الماضية إلا أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري فرض نفسه على وسائل الإعلام العالمية المتخصصة والتي تناولت الوضع بشكل يتناسب مع حجم مصر ودورها البارز على الخريطة العالمية لهذا القطاع الحيوي.

ولم تغفل أعين المحللين الدوليين لبرهة واحدة عن الصورة في مصر ووضع الاستثمارات والشركات الأجنبية في ظل الأوضاع الراهنة. وتناولت أبرز الصحف العالمية أراء خبراء الصناعة وممثلي كبرى الشركات الاستشارية في هذا المجال ونقلتها بصورة مهنية وحيادية.

ومن الملاحظ أن غالبية الصحف والمواقع الإخبارية المتخصصة، عند قراءتها للمشهد الحالي في مصر، تطرقت إلى المميزات التنافسية التي تتمتع بها مصر في قطاع تكنولوجيا المعلومات والتقدم الذي حققته حتى الآن في هذا المضمار وخاصة بعد نجاحها الكبير في اجتذاب كبريات الشركات العالمية للاستثمار في مصر بمجال خدمات تكنولوجيا المعلومات. كما تطرقت أيضا إلى انقطاع شبكة الانترنت واثر ذلك على أعمال الشركات. 

ونشر موقع Computer World، والذي يعد أحد أبرز المواقع الالكترونية العالمية المتخصصة في أخبار الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حواراً أجراه مع المهندس ياسر القاضي والذي أشار فيه إلى أن القطاع يعد أحد أهم المحفزات الرئيسية للاقتصاد المصري وان الأزمة الحالية ستمر سريعا ولدينا الطموح والحافز للاستمرار في خطط النمو حيث أننا نؤمن بأن مصر هي الأفضل والأنسب، ليس فقط في تقديم خدمات التعهيد والخدمات العابرة للحدود للدول الأوروبية وأمريكا، ولكن أيضا في تقديم وتصدير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بقية المنطقة.

وأشارت جميع المصادر إلى الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى برامج تنمية الموارد البشرية ومجموعة الحوافز التي تقدمها هيئة "ايتيدا" والتي ساعدت على اجتذاب كبرى الشركات العالمية في هذا القطاع للاستثمار في مصر مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري وتوفير فرص العمل.

ورصدت جميع المقالات وضع مصر على خريطة هذه الصناعة (صناعة خدمات تكنولوجيا المعلومات) ووصفتها بالدولة المفضلة لدى المحللين الدوليين وذلك عبر التقارير الدولية المتعددة والتي أصدرتها جهات استشارية ومراكز محايدة ومن بين هذه الجهات "ايه.تى.كيرنى" التي صنفت مصر في المركز الرابع على مستوى العالم في تقديم هذه الخدمات في تقريرها الصادر هذا العام قبل ثورة 25 يناير بأيام قليلة، و"إيفرست"، و"جارتنر"، و"ثولونز"، و"اى.دى.سى"، و"كيه.بي.إم.جي"، و"يانكي جروب"، وغيرها من الجهات العريقة في تصنيف الدول بهذا المجال.    

وفى إطار الحفاظ على معدلات النمو والتقدم الذي حققته مصر في مجال تكنولوجيا المعلومات والخدمات المتخصصة والذي تجلى في التقارير الدولية المتخصصة، أكدت الهيئة على الاستمرار في دعم هذه الصناعة وأنها سوف تستمر مع الجهات المعنية في  القيام بحملة عالمية استثنائية لتوضيح المزايا التي تتمتع بها مصر في هذا المجال ولتوجيه رسالة قوية للعالم الخارجي باستقرار الأوضاع في مصر والتنسيق مع الإدارة العليا في الشركات العاملة في مصر لنقل هذه الصورة عالمياً.