القاهرة

فلسطين تطلق صندوق لتكنولوجيا المعلومات بقيمة 28.7 مليون دولار

وكالات


رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض

أعلن اليوم الثلاثاء 5 أبريل في رام الله عن إطلاق صندوق الشرق الأوسط لرأس المال المخاطر (صدارة) الذي يستهدف قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني برأسمال يبلغ 28.7 مليون دولار.

 ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض إطلاق صندوق صدارة لرأس المال المخاطر بـ"الحدث التاريخي" ووصفه بأنه مبادرة تأتي في وقت مناسب تدعم فيه جهود السلطة لخلق نمو  اقتصادي مستدام في مرحلة يتم العمل فيها على قدم وساق لبناء مؤسسات الدولة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في رام الله خلال حفل إطلاق الصندوق الذي يبلغ رأسماله التأسيسي 28.7 مليون دولار اميريكي، ويهدف إلى الاستثمار في قطاع البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني بأموال ساهمت فيه شركات ومؤسسات عالمية كبرى مثل البنك الأوروبي للاستثمار، وشركتي غوغل وسيسكو وصندوق سوروس للتنمية الاقتصادية ومؤسسة سكول ومؤسسة جين كيس وغيرهم من المستثمرين.  وشكر فياض المستثمرين الدوليين الذين منحوا ثقتهم لقطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني وأشار بأن قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني يحتل المرتبة الثانية من حيث النمو الاقتصادي بعد قطاع البناء ولكنه يأتي في المرتبة الأولى من حيث تحقيق نمو اقتصادي مستدام. وقال فياض بأنه يشعر بالفخر اتجاه قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني وخاصة انه ينمو بسرعة هائلة وهو الأمر الذي يحتاج إليه الاقتصاد الفلسطيني في هذه المرحلة وهي مرحلة بناء الدولة المستقلة والتطلع نحو الحرية والاستقلال.

وعرض مشهور أبو دقه وزير الاتصالات تقديم كل العون الذي يحتاجه القائمين على الصندوق من اجل تسهيل عملهم في الأراضي الفلسطينية مشيرا إلى أن فرص العمل التي يخلقها قطاع تكنولوجيا المعلومات في السوق الفلسطينية بطريقة غير مباشرة كبيرة.

 حضر حفل الإطلاق كلاً من فيليب دي فونتين فيف، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، وأنجوس ماكراي، مدير عام، بنك الاستثمار الأوروبي، والان تشيلكو، مدير تطوير الأعمال في أوروبا الوسطى والشرقية (سيسكو)، هذا بالإضافة إلى حضور خبراء وممثلين عن شركات دولية وعالمية ومحلية تعمل في قطاع البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.

وسيدير الصندوق كل من سائد الناشف مدير صندوق – صدارة لرأس المال المخاطر، ويادين كوفمان الشريك المؤسس لصندوق صدارة- لرأس المال المخاطر، وسيتم توظيف شريكٍ عامٍ ثالثٍ في الصندوق ، والذي سيعمل من رام الله خلال الأشهر المقبلة.

 وقال سائد الناشف، أحد مدراء الصندوق ورجل الأعمال الفلسطيني المتخصص في البرمجيات والتكنولوجيا والذي عاد مؤخراً إلى فلسطين بعد قرابة عقدين قضاهما في الولايات المتحدة، أن  الصندوق تأسس بعد سنتين من جهود بذلت لجمع رأس مال مخاطر في أجواء اقتصادية عالمية صعبة. وأضاف "ولكننا رغم ذلك نجحنا في تأمين رأس المال من عدد من أكبر الشركات والمؤسسات في العالم، إضافة إلى مجموعة من الأفراد المستثمرين. وسيستثمر الصندوق، في الشركات الفلسطينية التي تعمل في مجالات الهواتف الخلوية، والتي تتخصص في تكنولوجيا ومحتوى الانترنت، والشبكات الاجتماعية والإعلام، إضافة إلى الشركات التي تعمل في مجال خدمات التوظيف الخارجي للمبرمجين. كما سيعمل على الاستثمار في الشركات حديثة التأسيس بالتوازي مع الاستثمار في الشركات المتمكنة والمتخصصة في التصدير الخارجي والتي تملك فرص نمو كبيرة." 

وأشار يادين كوفمان أحد مدراء الصندوق وخبير الاستثمار المعروف في الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أن الاستثمار في هذا القطاع مغرٍ جداً لأن الفلسطينيين يتميزون بكونهم شعبا متعلما ومبادراً، إضافة إلى وجود آلاف المهندسين المهرة ومراكز التعليم العالي والبنية التحتية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات في الضفة الغربية.  مؤكدا بأن هذا الصندوق كغيره من صناديق رأس المال المخاطر سيضيف بعدا هاما لنسيج شركات تكنولوجيا المعلومات النامية في فلسطين وسيعمل على توظيف خبرة مدراء الصندوق وشبكة علاقاتهم في العالم لإضفاء بعد نوعي على الشركات التي يستثمر فيها الصندوق."

وأكد أنه من المتوقع أن يستثمر الصندوق في شركات فلسطينية لمدة تمتد ما بين 4 إلى 7 سنوات ومن ثم يخرج الصندوق من الشركة على الأغلب، من خلال بيعه لحصصه لمشترين من كبرى الشركات الإقليمية والدولية. وتابع أن "صندوق صدارة لرأس المال المخاطر سيساهم في نمو مستدام للاقتصاد الفلسطيني، كما سيساهم في خلق فرص عمل نوعية، و استقطاب الأدمغة المهاجرة، وتعزيز نقل المعرفة، والترويج للإبداع والمبادرة".

 يذكر بأن قطاع تكنولوجيا المعلومات في فلسطين يضم من 300 شركة، منها 100 شركة عضو في اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية (PITA). كما يبلغ عدد العاملين في تكنولوجيا المعلومات في فلسطين حوالي 3200 موظف. وتخرج الجامعات الفلسطينية البالغ عددها 10 سنويا حوالي 2250 خريج متخصص في مجالات تتعلق بالبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات. 

 وبناء على العدد الكبير من مهندسي البرمجيات المبادرين في فلسطين، والذي يعمل عدد كبير منهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تتسم بتطورها السريع، يؤمن مدراء الصندوق والمستثمرون بأن هناك فرصة لتحقيق عوائد استثمارية من خلال مساعدة أولئك المبادرين على الوصول إلى الأسواق العالمية.

ويتولى الناشف المتخصص في البرمجيات والتكنولوجيا ادارة الصندوق مع رجل الاعمال الاسرائيلي يادين كوفمان وبوجود شريك ثالث من رام الله سيجري الاعلان عنه لاحقا.

 وأفادت نشرة عن الصندوق أن استراتيجيته الاستثمارية ستكون في مجال تطوير البرمجيات وخدمات التوظيف الخارجي للمبرمجين والخدمات التجارية في هذا المجال وتكنولوجيا المحتوى للهواتف المحمولة والانترنت.

 وأوضحت أن الصندوق يتوقع أن يستثمر في الشركات لفترة بين أربع وسبع سنوات ومن ثم يخرج الصندوق من الشركة عن طريق بيع حصصه الى مشترين من كبرى الشركات الاقليمية والعالمية.

 وتشير الاحصاءات الى وجود 300 شركة فلسطينية تعمل في قطاع التكنولوجيا منها 100 شركة عضو في اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية (بيتا) ويبلغ عدد العاملين في هذا القطاع 3200 موظف كما توجد عشر جامعات فلسطينية تضم كليات لهندسة تكنولوجيا المعلومات يتخرج منها سنويا 2250 متخصصا في مجالات تتعلق بالبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.

 وقال القائمون على الصندوق في بيان لهم : "يؤمن مدراء صندوق صدارة بوجود فرصة سانحة للمساهمة في تطوير شركات جديدة لمبادرين وأخرى مختصة في تصدير خدماتها سواء كانت في رام الله أو في غيرها من مدن الضفة الغربية حيث يتواجد تجمع كبير من مهندسي البرمجيات مع امكانية تحقيق أرباح استثمارية".

 وأضاف البيان : "يعتقد مدراء الصندوق أن الاستثمار في هذا القطاع مغر جدا لان الفلسطينيين يتميزون بكونهم شعبا متعلماً ومبادراً" .