القاهرة

الهواتف الذكية تسجل أرقامًا قياسية في مدى الانتشار

بيع 900 مليون جهاز خلال العام الماضى فقط

خاص




تسجل الهواتف الذكية أرقامًا قياسية في مدى الانتشار، وذلك بعد تجاوز مبيعات أجهزة الجوّال مبيعات أجهزة كمبيوتر سطح المكتب/الكمبيوتر المحمول لأول مرة في التاريخ. لقد شهد عام 2013 بيع ما يزيد عن 900 مليون جهاز جوّال من إجمالي 1.5 مليار جهاز. وعلى مدار أعوام، اتسعت الفجوة بين مبيعات أجهزة الجوّال وأجهزة كمبيوتر سطح المكتب/الكمبيوتر المحمول بحيث تجاوزت مبيعات أجهزة الجوّال مبيعات أجهزة سطح المكتب وأجهزة الكمبيوتر المحمول بنسبة تزيد عن الضعف خلال عام 2012 مع توقع نسبة نمو أكبر خلال الأعوام الأربعة المقبلة.

وتساهم الهواتف الذكية في إعادة تشكيل طريقة تفاعل المستخدمين مع البيئة المحيطة بهم في دول الخليج تحديدًا بنسبة تزيد عن أي مكان آخر حول العالم. ذلك أن نسبة انتشار الهواتف الذكية في هذه المنطقة تأتي بين أعلى النسب حول العالم (74% في الإمارات العربية المتحدة و73% في المملكة العربية السعودية).

 

 

 

لقد أصبح المستخدم يلجأ الآن إلى هاتفه في تنفيذ مهامه اليومية مثل البحث، حيث وصلت نسبة عمليات البحث على الهواتف الذكية إلى 42% من إجمالي عمليات البحث في منطقة الخليج، مع تسجيل نسبة نمو تصل إلى 110% بين عامي 2012 و2013. وفي بعض البلدان، مثل المملكة العربية السعودية، تجاوزت عمليات البحث على الجوّال نظيرتها على أجهزة كمبيوتر سطح المكتب/الكمبيوتر المحمول، حيث وصلت نسبة عمليات البحث على الجوّال إلى 45% من إجمالي عمليات البحث في المملكة العربية السعودية (مقارنة بـ 42% لعمليات البحث على أجهزة كمبيوتر سطحالمكتب/الكمبيوترالمحمول).

علاوة على ذلك، يساعد انتشار الهواتف الذكية على تغيير طريقة تفاعل المستخدمين مع الفيديو؛ حيث تجاوزت نسبة مشاهدة الفيديو على الجوّال بين المستخدمين في منطقة الخليج نظيرتها في باقي أنحاء العالم، لتصل هذه النسبة إلى 50% في المملكة العربية السعودية و40% في الإمارات العربية المتحدة من إجمالي وقت المشاهدة (مقارنة بمعدل نسبة مشاهدة الفيديو على الجوّال حول العالم التي تبلغ 25% فقط).

وتشير الدراسات إلى أن سبب زيادة شعبية الهواتف الجوّالة خلال الأعوام الأخيرة مقارنة بأجهزة الكمبيوتر هو اعتبار الهاتف بمثابة "مساعد شخصي" للمستخدمين. ذلك أن الهواتف الذكية تمكِّن المستخدم من التعبير عن نفسه والاستكشاف والتواصل مع المجتمع والإعداد للأنشطة المرتقبة والاطلاع على الأخبار والمعلومات من خلال البحث وكذلك طلب الحصول على الخدمات والمنتجات، وكل ذلك أثناء التنقل. كما يشيع استخدام الهواتف الذكية مع الأنشطة القصيرة نظرًا لطبيعتها "المتنقلة". ومن الملاحظ أن المستخدمين في منطقة الخليج يختارون اللغة العربية باعتبارها اللغة الأساسية لطلبات البحث في معظم أنشطتهم عبر الإنترنت.

ويمكننا القول بأن الفئة الأفضل من بين فئات المستخدمين في منطقة الخليج لاستيضاح الأهمية المتزايدة للجوّال في المنطقة هي فئة المسافرين. فالمسافرون لأغراض الترفيه والعمل على حد سواء أصبحوا أكثر اعتمادًا على أجهزة الجوّال في تصوُّر الأماكن وفي البحث عنها والحجز فيها وفي الاستمتاع برحلاتهم ومشاركة تجربتهم فيها. ويستعين نصف المسافرين لأغراض الترفيه في المملكة العربية السعودية (51% تحديدًا) وفي الإمارات العربية المتحدة (39% تحديدًا) بهواتفهم الجوّالة في التخطيط لرحلاتهم.

وبالإضافة إلى استخدام الهاتف في التخطيط للرحلة، يعتمد المستخدمون على الهاتف الذكي بشكل متزايد أثناء السفر في تنفيذ عدد من الأنشطة من بينها البحث (المطاعم، والوجهات السياحية الشهيرة، وما إلى ذلك)، والخرائط (الاتجاهات)، وخدمات الترجمة، ومواقع الشبكات الاجتماعية لتبادل الصور/الفيديو وغير ذلك الكثير.

ومن المتوقع أن يوفر الجيل الجديد من الأجهزة الجوّالة تجربة مثالية للمسافرين من حيث الاستفادة بالتقنيات الحديثة التي تساعدهم على التفاعل مع تجربة السفر على نطاق أوسع. إلا أنه لا تزال هناك بعض التحديات التي تعوق مسيرة الانتشار المتزايد للهواتف الذكية، من بينها مشكلة فقد الثقة في مدى أمان تبادل المعلومات المالية عبر أجهزة الجوّال، وعدم كفاية مواقع الويب المخصصة للعرض على الجوّال، والبنية الأساسية غير المجهزة جيدًا بشبكة إنترنت ذات نطاق ترددي عريض، علاوة على مشكلة قِصَر عمر البطارية.

الآن أصبحت هناك العديد من الكيانات التجارية التي تدرك مدى أهمية توفير الخدمات التي تتناسب مع مستخدمي الهواتف الذكية نظرًا لما تحققه أجهزة الجوّال من نمو متواصل وبمعدلات غير مسبوقة. وبالإضافة إلى جميع ما سبق، تساعد الخطوات الثابتة التي تقطعها التقنيات الحديثة لدى جهات تصنيع الأجهزة والبرامج على رسم صورة مبهرة للهاتف الذكي باعتباره السبيل إلى المستقبل.