القاهرة

الحلول التسويقية المبتكرة طريق النجاة من تداعيات أزمة الاقتصاد العالمي .. والصناعات طويلة ومتوسطة الأمد تُمثل الأمل لتحقيق النمو للسوق المصري

كتبت:ماجدة أحمد




أكد خبير التسويق العالمي بيتر فيسك أن السوق المصري يمكنه تجنب تداعيات أزمة الاقتصاد العالمي من خلال تطبيق الحلول التسويقية المبتكرة. مشيرا إلي أن الصناعات طويلة ومتوسطة الأمد تُمثل الأمل الأكبر في تحقيق النمو الاقتصادي للسوق المصري. وقال في مؤتمر "استراتيجيات التسويق وفرص النمو في ظل أزمة الاقتصاد العالمي" الذي نظمته مؤسسة نيلسن العالمية للأبحاث أن الكثير من الشركات في العالم تقع في خطأ كبير وهو المبادرة إلي تخفيض ميزانيات التسويق مع حدوث أي أزمة. وذلك رغم أن التسويق المبتكر هو الحل الأمثل للخروج من مثل هذه الأزمات. وأضاف خلال المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 600 من المسئولين ورجال الأعمال وممثلي الشركات العالمية وخبراء التسويق في مصر والعالم أن الدراسات العلمية التي أُجريت علي مدار الـ 50 عاما الماضية أثبتت أن الشركات التي تُطبق الحلول التسويقية خلال الأزمات تنمو في وقت الانتعاش الاقتصادي بنسبة تصل إلي 250% . بينما لا تزد نسبة النمو بالنسبة للشركات التي استغنت عن التسويق عن 19% في أوقات الانتعاش. وعبر هاني موافي مدير عام مؤسسة نيلسن مصر عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الذي عُقد لأول مرة في مصر علي مدار يومين وشهد أكثر من 8 ندوات ناقشت التحديات التسويقية، التي تواجه خمسة قطاعات هامة هي البنوك، العقارات، التكنولوجيا والاتصالات، المواد الغذائية، والسلع الاستهلاكية. وأكد أن الإقبال الكبير الذي شهده المؤتمر جاء بسبب انعقاده في توقيت مهم للغاية حيث يواجه العالم أزمة اقتصادية صعبة تهدد جميع الأسواق المتقدمة والنامية بحالة من الكساد يمكن أن يُؤدى إلى تغير كبير في اتجاهات المستهلكين. لذلك ركز المؤتمر على عرض فرص النمو والحلول التسويقية المبتكرة لتعامل الشركات المصرية مع الأزمة، بالإضافة إلى كيفية فهم اتجاهات المستهلك والعمل على تلبيتها. اتفق معظم المتحدثين في ورشة العمل الخاصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن التسويق عبر الإنترنت ما زال بدائيا. وقال وائل فخراني مدير شركة جوجل مصر أن اختراق شبكة الإنترنت في مصر ارتفع بنسبة 1,300 % في الأعوام الثمانية الماضية مما يوحي بفرصة كبيرة، خاصة وان أكثر من 10 مليون مصري الآن يستخدمون الإنترنت طبقا لإحصائيات شركة جوجل. وقدم المؤتمر إحصائيات رسمية 15.59% من المصريين يستخدمون الانترنت بإجمالي يمثل أكثر من 12 مليون مستخدم. ويقوم غالبية المصريين بتصفح شبكة الإنترنت بحثا عن التسلية بالرغم من أن المعلومات الدينية تعتبر كذلك مجال بحث شائع حسب الإحصائيات. وكان القيام بتعاملات مالية هو أدني سبب معهود لدخول المصريين علي شبكة الإنترنت. وسيطر القلق من التباطؤ الاقتصادي علي الحديث عن التسويق في بداية الندوات التي تناولت العقارات. وقال المدير التنفيذي لشركة ماونتن فيو أيمن إسماعيل نؤمن بأن هذا القطاع سوف ينمو، لكن ذلك يتطلب ضرورة القيام ببعض التغييرات. فعلي سبيل المثال فإن 3.2 قروش من كل دولار يتم إنفاقه علي التسويق في مصر تنفق علي الأبحاث التسويقية. أما في قطاع العقارات فإن القدر الذي يتم إنفاقه علي الأبحاث أقل من ربع ذلك. وهو ما يفرض علينا ضرورة إعادة النظر في الأمر وان تقوم الشركات بإنفاق مبالغ أكبر علي تحليل عادات الطلب والشراء. وكان من أهم الدراسات التي أعلنت في المؤتمر، دراسة عن أفضل العلامات التجارية لدى المستهلك المصري، والتي أعدتها نيلسن لأول مرة في مصر. وجاء فيها أن المستهلك المصري يفضل بانتين من ضمن منتجات العناية الشخصية و اريال من منتجات العناية بالمنزل. أما في قطاع الأغذية والمشروبات كانت بيبسي هي العلامة المفضلة وجاء على قمة قطاع البنوك والتمويل البنك الأهلي المصري ومن قطاع العقارات مجموعة طلعت مصطفى ومن السيارات مرسيدس بنز ووقع اختيار المصريين على كارفورفي قطاع محلات التجزئة، أما بالنسبة للأجهزة المنزلية فتصدرت شركة توشيبا تصدرت فودافون قطاع الاتصالات أما الهواتف المحمولة فوقع الاختيار على نوكيا و فازت جوجل في قطاع التكنولوجيا. والجدير بالذكر أن هذه الدراسة تمت باستخدام منتج نيلسين الفريد وينينج براندز وشملت مناطق القاهرة والإسكندرية والدلتا والصعيد وتضمنت 1200 شخص من رجال وسيدات في المرحلة العمرية من 21 إلى 50 سنة وينتمون إلى مختلف الطبقات الإجتماعية مع العلم ان جميع البيانات تم جمعها بطريقة لتمثل النسب الحقيقية للسكان بمصر. وطالب بيتر فيسك خبير التسويق العالمي الذي يزور مصر لأول مرة أن نقوم بالتفكير في المستهلكين باعتبارهم "عملاء". وقال إن الأفضل من هذا هو التفكير فيهم باعتبارهم أشخاص رائعين فالتحدي الأكبر أمام كل من يعمل في مجال التسويق هو أن تجعل هؤلاء الأشخاص الرائعين أكثر روعة.