القاهرة

مايكروسوفت: تكنولوجيا المعلومات تساعد الشركات على تجاوز التراجع الاقتصادى العالمى




أكدت شركة مايكروسوفت أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم والتى ستؤثر بشكل أو بآخر على الشركات والأعمال، فإن تكنولوجيا المعلومات يمكن أن تلعب دورا مهما فى مساعدة الشركات على مواجهة هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، كما يمكن أن يكون لها دور مؤثر فى عملية التعافى والخروج من الأزمة كما حدث فى مواقف سابقة. وقالت الشركة، أنه مع استحالة تقدير زمن استمرار حالة التراجع أو شكل التأثير النهائى على مستويات النمو الاقتصادي، إلا أنها متفاءلة للغاية بازدهار الاقتصاد على المدى البعيد سواء فى مصر أو حول العالم، خاصة وأن الأفكار والاتجاهات والطرق التى جعلت من السنوات العشر الماضية فرصة ذهبية للشركات من كل الأحجام فى كل مكان بالكرة الأرضية لم تتغير، فالتكنولوجيا تتطور وتتحسن، ومستويات الانتاجية ترتفع، والشركات الجديدة التى تعمل باستخدام أفكار مبتكرة وذكية تستمر فى الظهور، كما أن المزيد من فرص الأعمال تظهر كل يوم رغم التراجع الاقتصادى. وفى هذه الأوقات المرتبكة، يحرص أصحاب وقادة الأعمال على اتخاذ الخطوات التى تضمن استقرار شركاتهم وتوازنها وقدرتها على المنافسة الناجحة فى مواجهة عدم الاستقرار السائد، ومن أهم هذه الخطوات التركيز على قدرات تكنولوجيا المعلومات الهائلة فى مثل هذه الظروف. ويقول "كريم رمضان" مدير عام مايكروسوفت مصرإننا فى الشركة نتحاور يوميا مع شركاءنا وعملاءنا حول الطرق التى يمكن أن تساعد بها تكنولوجيا المعلومات فى توفير الأموال وفى تحسين عناصر المنافسة، ونتفهم تماما أنه عندما تكون التوقعات الاقتصادية غامضة، تبرز أهمية إعادة التركيز على أساسيات الأعمال بداية من تحسين كفاءة العمليات إلى تقليل التكاليف إلى إنسيابية العمل، وإنجاز المزيد بأقل موارد ممكنة. ولكن لا يمكن أيضا إغفال المخاطر التى تحيط بهذه الظروف، فمع تباطؤ الاقتصاد يتحول تركيز الشركات عن الأهداف الأساسية التى يجب إنجازها إلى محاولة التحكم فى النفقات الأمر الذى يؤدى غالبا إلى التوقف عن الاستثمار فى الإبداع، وغالبا ما يكون هذا القرار خاطئا لأن أساس النجاح فى أى اقتصاد هو الإبداع، الذى يعنى تحويل الأفكار الجديدة إلى منتجات وخدمات تدر الأرباح، وينطلق الإبداع عندما يقوم الناس باستكشاف الطرق جديدة، وعندما يلاحظون الفرص الكامنة، وعندما يستشعرون الحاجة ويكتشفون طريقة جديدة لتلبيتها، وهكذا فإن الاستثمار فى الإبداع هو أساسا استثمار فى البشر. وهكذا، ففى عالم اليوم الذى تحكمه المعرفة، تقدم تكنولوجيا المعلومات الأدوات التى تمكن الموظفين أصحاب الخبرة بعملاء الشركة، والذين يفهمون أسواقهم المحلية، ويعيشون العمليات اليومية، من الوصول للفرص الكامنة التى يمكن أن تعطى شركاتهم ميزات تنافسية، وهذه حقيقة مؤكدة ومستمرة بغض النظر عن الوضع الاقتصادى فى أى وقت، ولذا فإن الشركات التى ستستمر فى السعى وراء الإبداع ستجد نفسها فى موقف أفضل كثيرا لمواجهة الظروف الاقتصادية الحالية الصعبة، كما ستمتلك المناخ الملائم للنمو الاقتصادى السريع عندما تتحسن أجواء الاقتصاد. ويؤكد "كريم رمضان" أن الحوارات المستمرة مع عملاء الشركة كشفت أن أهم الأهداف التى يسعى إليها الجميع هى العثور على أفضل الحلول التى تضمن التوازن المناسب بين تقليل النفقات وهو مطلب ضاغط على الجميع، وبين احتضان الابداع الذى يضمن استمرار النمو فى الجانب الآخر، ومن أهم هذه الحلول استخدام الاستراتيجيات الجديدة التى تؤمنها تكنولوجيا المعلومات من اندماج الخوادم والبيئات الافتراضية، والتعاون الافتراضى، وتحسين البنية التحتية، وتقليل استهلاك الطاقة، وهى بعض الأفكار التى تضمن تحقيق التوازن بين العناصر السابقة. ومن أهم الأساليب التى تستخدم بها الشركات –من كل حجم وفى أى سوق- تكنولوجيا المعلومات لرفع مستويات الكفاءة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة أسلوب اندماج الخوادم ونشر البيئات الافتراضية، حيث تسمح البيئات الافتراضية بتشغيل أكثر من نظام تشغيل على جهاز كمبيوتر واحد، وهذا الأمر يساعد الشركات على تخفيض النفقات بتقليل عدد الخوادم التى تحتاج إلى امتلاكها وتشغيلها، وايضا بتمكينها من استخدام قدرات حاسوبية أعلى من التى يمتلكونها فعلا. ولا تتوقف مزايا البيئات الافتراضية فقط عند توفير الأموال، ولكن فى هذه البيئات للعمل يمكن نشر الموارد الجديدة بطريقة أسرع، وتنفيذ الأعمال اتومايكيا بطرق أسهل، لتكون النتيجة النهائية امتلاك العاملين مرونة هائلة وكفاءة أعلى وقدرة على الاستجابة الفورية لإدارات تكنولوجيا المعلومات. وحتى بالنسبة للأعمال الصغيرة فإن البنية التحتية المندمجة التى تجمع البريد الالكترونى، وقواعد البيانات، ومساحات التخزين عبر حل واحد مثل خادم مايكروسوفت الشهير Small Business Server يمكن أن تحسن كل من الانتاجية وإدارة البيانات. ومن الأفكار الاستراتيجية أيضا، الاستفادة من مزايا الاتصالات الموحدة وطرق التعاون الافتراضى، فكما يعلم الجميع فإن تخفيض عدد السفريات للعاملين هى طريقة صريحة لتقليل الانفاق بقطاعات الأعمال، واليوم فإن مؤتمرات الفيديو وأدوات الاتصال والتعاون الجديدة تجعل اللقاءات الافتراضية تشبه كثيرا الاتصال وجها لوجه، وتكتشف العديد من الشركات أن العمل الجماعى ومشاركة المعلومات يكون اكثر فعالية وأقل تكلفة عندما يتم فى بيئة افتراضية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تكنولوجيا الاتصالات الموحدة التى تجمع بين الاتصالات الصوتية، والبريد الالكترونى، والرسائل الفورية تمكن الشركات من استبدال أنظمة الهاتف التقليدية بحلول برمجيات متكاملة، ولا يقلل هذا الأمر فقط تكاليف الأجهزة ونفقات الصيانة، ولكنه يرفع مستوى إنتاجية الموظفين بتسهيل مشاركة المعلومات والتعاون فى المشروعات. ومن العناصر الأخرى التى تضمن تحقيق التوازن الذى تطلبه شركات الأعمال حاليا تبسيط البنية التحتية المعقدة فى المؤسسات، ومن الخطوات الأساسية فى هذا المجال تقليل عدد صور أجهزة سطح المكتب، لأن تقليل الصور والعمل وفق معايير موحدة تعنى مباشرة تقليل نفقات الصيانة وتقليل الأعطال وتقليل متطلبات الدعم والتدريب، وتقول الدراسات أن الشركات التى تعمل من خلال أجهزة بمعايير موحدة تحقق توفيرا يبلغ 110 دولارا أمريكيا لكل جهاز سنويا، وتقدم مايكروسوفت العديد من النماذج لتحسين البيئات التحتية التى تضم أفضل تجارب الصناعة للمساعدة فى تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة فى تنفيذ العمليات. وأخيرا فإن تقليل استخدام تكاليف الطاقة هى واحدة من أهم الطرق لتقليل النفقات فى مؤسسات الأعمال، ويأتى ذلك على مستوى إدارة النظم من خلال استخدام البيئات الافتراضية وهى الطريقة التى تمكن الشركة من استخدام عدد أقل من أجهزة الخوادم لتشغيل نفس الأحمال، وعلى جانب المستخدم فإن الاستخدام الفعال لأدوات توفير الطاقة يكون لها تأثير واضح على المدى العام، فعلى سبيل المثال أظهرت الدراسات أن أدوات التحكم فى الطاقة داخل نظام تشغيل MS Windows Vista يمكنها أن توفر لشركة لديها 1000 جهاز كمبيوتر شخصى مبلغا يصل إلى 70 ألف دولار سنويا. وفى التطبيق العملى فإن كل شركة من 4000 شركة حول العالم من شركاء مايكروسوفت تعمل على التأكد من تحقيق أعمالها أعظم الأرباح من خلال الاستثمار فى تكنولوجيا المعلومات، وحتى داخل شركة مايكروسوفت نفسها –كشركة أعمال- يتم استخدام الاستراتيجيات نفسها، فالعمل باستخدام البيئات الافتراضية يوفر لمجموعة تكنولوجيا المعلومات بمايكروسوفت 10 ملايين دولار سنويا، ولا يحتاج الأمر حاليا أكثر من أربعة أفراد لإدارة 3500 خادم تمتلكها المجموعة، ومن خلال استخدام النظام الموحد للتراسل تقوم الشركة بتوفير 5 ملايين دولار سنويا، وهذه مجرد أمثلة عملية تصلح للتطبيق فى جميع الشركات على اختلاف أحجامها. ويؤكد "كريم رمضان" أنه لا يمكن لأحد أن يتوقع الفترة الزمنية لاستمرار هذا الارتباك الاقتصادى العالمى، ولا الشكل النهائى للتأثيرات التى سيتركها، ومع ذلك فإن هناك العديد من الخطوات التى يمكن لقادة الاعمال تنفيذها اليوم لمساعدة شركاتهم على المنافسة القوية خلال فترة التراجع الاقتصادى، وفى الوقت نفسه بناء اساس قوى للانطلاق السريع مع مرحلة النمو المقبلة، وهى خطوات تعتمد أولا وأخيرا على الاستخدام الفعال لتكنولوجيا المعلومات.